مذكرات قنديل : محافظ الجيزة أمر بالقبض على المهندسين الذين يتولون توصيل الغاز للمنازل ( الحلقة الحادية عشر )

شركة «طيران البترول» كسرت الاحتكار وأصبحنا نملك 27 طائرة هليوكوبتر ونقل

القطاع كان يعتمد على شركة طيران أجنبية فى نقل العاملين إلى حقول البترول البعيدة

شركة «إير أمريكا» شاركتنا بـ 3 طائرات بأسعار زهيدة كـ«عربون» صداق

أقلت رئيس «سوكو» لأنه كان يريد أن يستمر فى التعامل مع شركة الطيران الأجنبى لنقل العاملين

كامل البدرى التقطنى وقال: «الولد ده سوف يكون رئيس هيئة البترول فى يوم ما»

كنت أقدِّر من يقول لى: «لا» فى وجهى طالما أن قرارى غير صحيح

تواصل “طاقة نيوز” نشر كتاب الكاتب الصحفى أسامة داود عضو مجلس نقابة الصحفيين الأسبق والذى ستصدر طبعته الرابعة قريبا ، بعنوان : عبد الهادى قنديل .. حكايتى مع مبارك ورجال ناصر والسادات.. أسرار تنشر لأول مرة ، ضمن سلسلة حوارات أجراها داود عام 2017 مع الرجل الذى تولى منصب وزير البترول – فى زمن مبارك لمدة 7 سنوات من عام 1985 حتى عام 1992 – وكانت بمثابة مذكرات ووقائع لم تُنشَر من قبل. والى تفاصيل الحلقة الحادية عشر والتى يروى فيها «عبد الهادى قنديل» حكاية إنشاء شركة «طيران البترول» قائلاً: لإنشاء شركة «طيران البترول» قصة مثيرة يحكى تفاصيلها قائلاً: «كان القطاع يعتمد على شركة طيران أجنبية، يستأجر خدماتها فى نقل العاملين إلى حقول البترول البعيدة، سواء فى الصحراء أو البحر، ولكنها مارست ضغوطًا علينا؛ لإجبارنا على قبول زيادة الأسعار بنسبة 15% عن المتفق عليه. وأبلغنى بذلك الدكتور «حمدى البنبى» ــ وكان وقتها رئيسًا لشركة خليج السويس للبترول «جابكو» ــ وقال إن لم نوافق فسوف يغادرون مصر، وكان ردى: "فى ستين داهية". وسألته: قبل الطيران ماذا كنا نفعل؟ ألم يذهب العاملون لأعمالهم بالسيارات إلى الحقول البرية وبواسطة المراكب للوصول للحقول البحرية؟ قال: بلى. قلت: فلنعد كما كنا فى الماضى، ولكن لن نخضع لابتزاز أحد، ولن نسمح لأى طرف بلَىِّ ذراعنا». واستطرد «قنديل»: «اتصلتُ بـ«أحمد عز الدين هلال»، وطرحتُ عليه فكرة إنشاء شركة طيران. فوافقنى فورًا وكأنه كان يقرأ ما برأسى قبل أن أنطق به. وعلى الفور قال لى: يجب أن تتعرف على شخص متخصص أرى أنه الأنسب لتأسيس هذه الشركة، وكان «أمير رياض»، وهو لواء طيار أركان حرب دفعة 12 طيران، وكان طيارًا مقاتلًا لميج 21، وشارك فى معارك 1967 الاستنزاف وقائد السرب 44 فى حرب 1973». مُردفًا: «سألت «أمير رياض»: تشتغل معانا؟ فوافق على الفور، وطلبت منه إيجاد شريك أجنبى، فأحضر شركة «إير أمريكا»، التى وافقت على المشاركة بـ 3 طائرات لنا بأسعار تقل عن الأسعار العالمية بكثير كـ«عربون» صداقة، وبدأت الشركة العمل، وكانت المفاجأة أنها حققت أرباحًا ضخمة منذ العام الأول لعملها. وأذكر أن الدكتور «عبد العزيز حجازى» عضو مجلس ادارة الشركة، عندما حضر مناقشة نتائج أعمالها فى العام الأول، قال لى: أول مرة أرى شركة رأسمالها 10 ملايين دولار وتحقق صافى ربح 19 مليون دولار. قلت: ومن غير زيادة أسعار. وتضاعف عدد الطائرات بالشركة، وأصبحنا نملك طائرات هليكوبتر، وصل العدد إلى 22 طائرة، بالإضافة إلى 5 طائرات لنقل الركاب، وأقلتُ رئيس شركة «سوكو»؛ لأنه كان يريد أن يستمر فى التعامل مع شركة الطيران الأجنبى لنقل العاملين لمواقع العمل بشركته». وكما تحدث عن كواليس إنشاء شركة طيران البترول، يحكى «عبد الهادى قنديل» أيضاً قصة أول شعلة بوتاجاس بالغاز الطبيعى قائلاً: «كانت البداية غاز المنازل، والفكرة طرأت لنا عندما حدثت مشكلة فى البوتاجاز، وكان معنا زميلنا المهندس «سامى أندراوس»، واقترح الاستعانة بشركة إيطالية، فقلت: الأفضل أن نُجرىَ مناقصة، ونختار شركة من بين المتقدمين، وهو الأسلوب الذى يتبعه البنك الدولى فى مثل تلك الأمور، وفازت شركة «وليم برس» الإنجليزية، وبدأنا توصيل الغاز للمناطق القديمة المترامية الأطراف بعيدًا عن وسط البلد، وكانت البداية من «حلوان»؛ لأنها بداية دخول الخط للقاهرة، ثم «مصر الجديدة»، وبعدها تم تأسيس غاز مصر فى عام 1983 على يد عبد الحميد أبو بكر، والذى تولى رئاسة مجلس إدارتها، لتبدأ العمل فى توصيل الغاز الطبيعى بالقاهرة ثم «الجيزة» فى نهاية الثمانينيات. لكن كانت هناك مشاكل كثيرة من المحليات. ووصل الأمر إلى صدور تعليمات من اللواء عمر عبد الآخر محافظ الجيزة وقتها بالقبض على المهندسين الذين يتولون أعمال الحفر لتوصيل الغاز للمنازل، وكانت أعمال الحفر تتم فى شارع الهرم، وعندما تدخل «عبد الحميد أبوبكر»، تحدث معه بأسلوب غير لائق، واتصلت به، وقلت له: عيب اللى أنت عملته؛ لأن عبد الحميد أبو بكر كان يومًا ما رئيسًا لرئيسك. وقمت بسحب العاملين، وصمَّمتُ على وقف أعمال الغاز فى الجيزة، وتصاعدت المشكلة، وتدخل مسئولون كبار لحل المشكلة».

خطة استخدام الغاز كوقود فى السيارات

ويضيف «قنديل»: «كانت إيطاليا المحطة الأولى التى اكتشفت أنها تستخدم الغاز الطبيعى كوقود للسيارات، أثناء إقامتى بها لدراسة الماجيستير سنة 1963. فقررت تشكيل لجنة تضم: «عبد الحميد أبو بكر» و«حسب النبى عسل»، وأرسلتهما إلى دول تستخدم الغاز فى السيارات؛ لإعداد خطة لنقل تلك التكنولوجيا إلى مصر، وأعدَّا دراسة بذلك، لكنها لم تكن اقتصادية للغاز، والسبب انخفاض أسعار البنزين والتى لم تكن تتجاوز 12 قرشًا، وتم تأجيل التنفيذ حتى وصل سعر البنزين إلى 100 قرش، وقت تولى الدكتور «حمدى البنبى» وزارة البترول، فأصبحت الدراسة اقتصادية، وتم التنفيذ».

سر النجاح فى «لا»

يعوّل «عبد الهادى قنديل» على آلية اختيار القيادات والمساعدين، باعتبارهم شركاء النجاح، فيقول: « هناك طريقتان استخدمتهما فى اختيار القيادات، الأولى: طريقة المهندس «أحمد كامل البدرى»، والثانية: طريقة المهندس «أحمد عز الدين هلال»، رحمة الله عليهما. فى الأولى يكون اختيار العنصر من الانطباع الأول الذى يتركه عندك واختبار قدرته على التعامل مع الأزمات والمشكلات والتصدى لها، وكان «البدرى» قد التقطنى وأنا مدير إدارة بهيئة البترول، وقال: «الولد ده سوف يكون رئيس هيئة البترول فى يوم ما». ويوم خروجه من الهيئة فى عام 1965، وفى خطبة الوداع فى السويس، قال: عندى واحد اسمه «عبد الهادى قنديل»، أعتقد أنه سوف يكون له مستقبل كبير، وسيكون رئيس الهيئة فى يوم من الأيام. وكان «البدرى» قد انتقل للعمل فى ميناء الإسكندرية، ثم أصبح «وزير دولة للإنتاج الحربى» قبل حرب أكتوبر 73، وتم منحه رتبة فريق، ولم أعلم بما حدث إلا من خلال أستاذى «أحمد عز الدين هلال»، الذى جاء ضاحكًا، وقال: إنت اتفقت مع «البدرى بك»؟ وحكى لى ما حدث. وبعد سنوات، وفى عام 1980، عندما أصبحتُ رئيسًا للهيئة العامة للبترول، ذهبتُ إليه فى منزله، وقلت له: أصبحتُ كما تنبأت لى. أما عن الطريقة الثانية لاختيار العناصر القيادية التى تعلمتها من «أحمد عز الدين هلال»، فكنت عندما يقع اختيارى على بعض العناصر للعمل معنا وأقوم بعرضها عليه، يقول: هل يستطيعون مواجهتنا برفض اقتراح أو قرار أو إجراء غير مقنع أو غير صحيح وفى وجوهنا؟ أقول: نعم. فيقول: إذًا هم يصلحون للقيادة. وبالتالى كنت أقدِّر من يقول لى: «لا» فى وجهى، طالما أن قرارى غير صحيح، وأعتبره عنصرًا بشريًّا لديه الشجاعة لأن يفكر، حتى ولو كان هو خطأ. كما لم أفرض رأيًا على تلاميذى، ولم أتدخل وأفرض رأيًا على مسئولى الشركات، كنت أتركهم يعملون بكامل حريتهم، ولكن من يخطئ أواجهه بخطئه، وإن تكرر كنت أتخذ قرارى ضده بمنتهى السرعة للإقلال من الضرر». إقرأ فى الحلقة 12 قصة بناء أول حفار للتنقيب عن البترول فى مصر عزلت رئيس إحدى الشركات فورًا لأنه تسبب فى كارثة مشكلة مصر فى التريث مع الفاسدين وعدم اتخاذ قرار باستبعادهم فورًا الرئيس مبارك سألنى: لماذا أقلت كمال حافظ؟ قلت: هو الذى استقال كمال مصطفى كان بارعًا وانطلق ببتروجت فى التصنيع المحلى وحقق طفرات كبيرة

طاقة نيوز تنشر كتاب حكايتى مع مبارك ورجال ناصر والسادات ( 1 )

مذكرات قنديل .. غضب عبد الناصر.. ومطلب السادات .. وحقل البترول الذى أنقذ مصر ( 2 )

مذكرات قنديل : لماذا استعان عبد الناصر بالشركات الأمريكية لاستكشاف البترول؟ ( 3 )

مذكرات قنديل : العناية الإلهية أنقذت مصر من مجاعة بترولية فى 67 ( الحلقة الرابعة )

 

مذكرات قنديل : ماذا فعل العدو الإسرائيلى فى معامل التكرير ردأ على إغراق إيلات ؟ ( الحلقة الخامسة )

مذكرات قنديل .. الرئيس السادات طلب عز الدين هلال للقاء سرى وعاجل لهذا السبب ( الحلقة السادسة )

مذكرات قنديل : القذافي أصابه الجنون لأن «السادات» لم يبلغه بموعد حرب أكتوبر ( الحلقة السابعة)

مذكرات قنديل : مبارك أوقف الحفر عن الغاز أمام استراحته منعًا لإزعاجه وقال: «ما حدش يحفر هنا وأنا موجود» ( الحلقة الثامنة )

مذكرات قنديل : محافظ الإسكندرية أطلق المجارى بالمعمورة ومصطفى أمين هاجمنى بسببها ( الحلقة التاسعة )

مذكرات قنديل : اختلفت مع مبارك فأقالنى من وزارة البترول ( الحلقة العاشرة )